عتقد أنه إن أردنا اختصار أسباب اقتناء أحد هواتف سامسونج فيمكن تلخيصها بكلمة واحدة: الشاشة. لطالما تميزت هواتف الشركة الكورية بإظهارٍ فريد عبر شاشاتها بفضل اعتمادها وتطويرها لتقنية AMOLED، حتى أصبحت هذه الميزة أحد أبرز ميزات هواتف سامسونج. بطبيعة الحال، فإن هذا الأمر سينطبق على هاتف Galaxy S8 الجديد، وما تغير هو حصول الشركة على إشادةٍ ممتازة من منصة DisplayMatee الخاصة بتقييم أداء شاشات الهواتف الذكية.
لو أردنا الذهاب فورًا للنتيجة فهي كما يلي: حصلت شاشة هاتف Galaxy S8 على تقييمٍ قدره +A من المنصة، وهي أعلى علامة يتم تسجيلها لهاتفٍ ذكيّ، كما أنها المرة الأولى التي يتم فيها تقديم هذه النتيجة. عبر التقرير، تم استعراض الكثير من التفاصيل التقنية التي توضح التفوق الكبير لشاشة الهاتف – المشهورة باسم Infinity Display – التي تأتي بقياس 5.8 إنش وبدقة 2960×1440 بيكسل وبنسبة 18.5:9. للتذكير، فإن الدقة الافتراضية عند أول تشغيل للهاتف هي +Full HD أو 2220×1080 بيكسل، ويمكن تغييرها من الإعدادات للحصول على الدقة الكاملة.
تناول التقرير الكثير من الجوانب الخاصة بكيفية عمل وتصميم شاشة الهاتف، بدءًا من من البيكسلات نفسها واعتمادها على مبدأ Sub-Pixel Rendering الذي يتعامل معها على أنها عناصر صورة منفصلة بدلًا من دمجها مع بعضها البعض، وهذا الأمر سيجعل الشاشة تبدو وكأنها تمتلك دقة أعلى بثلاث مرات من الشاشات الأخرى. تم الإشارة أيضًا إلى أن هذه الطريقة ستوفر على الصانعين زيادة دقة الشاشات بشكلٍ كبير، حيث لن يكون هنالك حاجة فعلية لاعتماد دقة 4K بوجود مثل هكذا تقنيات معالجة.
أمر آخر مثير للاهتمام هو طريقة تصميم البيكسلات نفسها، حيث تمتلك عناصر الصورة الخاصة باللون الأزرق أكبر حجم، نظرًا لأنها تمتلك أقل كفاءة خاصة بإصدار الضوء، بينما تمتلك عناصر الصورة الخاصة باللون الأخضر أصغر حجم بسبب كفاءتها العالية بإصدار الضوء. هذا التصميم سيعطي تجانسًا بإصدار الضوء بالنسبة لكافة الألوان الأساسية (والألوان المشتقة منها) والذي سينعكس بدوره على الإظهار النهائيّ للشاشة، بدون أن يظهر مشبعًا بأحد الألوان على حساب الأخرى.
بالإضافة إلى ذلك، يذكر التقرير معلومة هامة: هاتف Galaxy S8 هو أول هاتف ذكيّ يتم الاعتراف به (أو بالأحرى ترخيصه) من قبل رابطة UHD Alliance، وذلك فيما يتعلق ببث المحتوى المرئيّ (الفيديو) بتقنية HDR، وهذا يعني أن الهاتف قادر على تشغيل نفس الفيديوهات بدقة 4K HDR الخاصة بالشاشات التلفزيونية بتقنية 4K UHD.
يتناول التقرير الكثير من الجوانب الأخرى، مثل سطوع الشاشة، زاوية المشاهدة، كفاءة استهلاك الطاقة، والتي تصل جميعها لنتيجةٍ واحدة، وهي أن هذا الهاتف يمتلك حاليًا أفضل شاشة لهاتفٍ ذكيّ وبفارقٍ كبير بالأداء عن شاشات الهواتف الأخرى. هنا أود أن أذكر بالتقارير التي أكدت تعاقد آبل مع سامسونج لصناعة شاشات هواتف iPhone 8، حيث تظهر الدراسة الأخيرة أنه لا يوجد أي بديل آخر أمام آبل في حال كانت تنوي تزويد هواتفها بأفضل شاشاتٍ ممكنة.
بهذه الصورة، تثبت سامسونج أنها مستمرة في تطوير وتحسين أحد أبرز نقاط قوتها في هاتفها الجديد، ويبقى لنا انتظار التقييمات الأخرى الخاصة بالكاميرا وجودة تصنيع الهاتف وأداء نظام التشغيل ككل.
إرسال تعليق